کد مطلب:239400 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:250

العلویون هم مصدر الخطر
قد تقدم معنا : أن الدولة العباسیة انما قامت - فی بدایة أمرها - علی الدعوة لخصوص العلویین، ثم لأهل البیت، ثم الی الرضا من آل محمد ... و أن سر نجاحها لیس الا ربطها بأهل البیت علیهم السلام ... و ان كانت قد انحرفت فیما بعد، حیث تحكم العباسیون و تسلطوا علی الأمة بدعوی القربی النسبیة من الرسول الاكرم (ص) .

و من هنا... فان من الطبیعی، أن یكون الخطر الحقیقی الذی یتهدد العباسیین، و خلافتهم، و هو من جهة ابناء عمهم العلویین، الذین كانوا أقوی منهم حجة، و أقرب الی النبی (ص) منهم، باعتراف العباسیین أنفسهم [1] .



[ صفحه 65]



فادعاؤهم الخلافة اذن، له مبرراته الكاملة، و لا سیما و أن من بینهم من له الجدارة و الأهلیة، و یتمتع بأفضل الصفات و المؤهلات لهذا المنصب من العلم ، و العقل، و الحكمة، و بعد النظر فی الدین و السیاسة .. هذا بالاضافة الی ما ما كان یكنه الناس لهم، من مختلف الفئات و الطبقات، من الاحترام و التقدیر، الذی نالوه بفضل تلك الممیزات و الصفات، و بفضل سلوكهم المثالی ، و ترفعهم عن كل المشینات، و الموبقات ..

أضف الی ذلك كله ... أن رجالات الاسلام، و أبطاله، كانوا هم آل أبی طالب «رضی الله تعالی عنه » ؛ فأبوطالب مربی النبی (ص) و كفیله، و علی علیه السلام وصیه و ظهیره، و كذلك الحسن، و الحسین، و علی زین العابدین، و باقی الأئمة . و منهم زید بن علی الخارج علی بنی أمیة، و غیرهم، ممن یطول المقام بذكرهم، رضوان الله علیهم أجمعین .

و لقد كانت بطولات العلویین، و مواقفهم علی كل شفة و لسان، و فی كل قلب و فؤاد، حتی لقد ألفت الكتب الكثیرة فی وصف تلك البطولات، و بیان هاتیك المواقف ..

و خلاصة الأمر : انه لم یكن هناك مجال لانكار نفوذ العلویین الواسع فی تلك الفترة، أو تجاهله ؛ فان ذلك أما أن یكون عن قصر نظر، و قلة معرفة، أو مكابرة و عنادا ..


[1] سيأتي اعتراف عيسي بن موسي بذلك، و اعترف الرشيد للكاظم عليه السلام و المأمون للرضا عليه السلام في الكتاب الذي سنورده في أواخر هذا الكتاب، و أيضا قوله للرضا عليه السلام : أنتم و الله أمس برسول الله رحما، و بيعة السفاح و المنصور و غيرهم لمحمد بن عبدالله العلوي و كلام المنصور في مجلس البيعة يدل علي ذلك أيضا، الي غير ذلك مما لا مجال لنا هنا لتتبعه و استقصائه.